/ الْفَائِدَةُ : (24) /

21/03/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / المراد من عنوان : (القلب) الوارد في أَبواب المعارف / يُطلق عنوان ولفظ: (القلب) في بيانات الوحي وعلوم المعارف على معانٍ وحقائقٍ مُتَعَدِّدة، فيُطلق تارة على العضو الصنوبري، ويُطلق أُخرىٰ على الرُّوح، ويُطلق ثالثة على مراتب الرُّوح العُليا ـ مُقابل الغرائز في الأَرواح والنُّفوس النَّازلة، أَي: يُطلق على مرتبة من مراتب الرُّوح فوق العقل النَّظري ـ ، ويُطلق رابعة على طبقات أَعلىٰ في الرُّوح، وهي: بدايات العقل العملي، ويُطلق خامسة على العقل العملي، ويُطلق سادسة على طبقات الرُّوح الصَّاعدة، فوق العقل العملي. وبعبارة أُخرىٰ: المراد من عنوان ولفظ (القلب) الوارد في بيانات الوحي وإِطلاقات أَصحاب المعارف غالباً ليس العضو الصنوبري المادِّي المعهود، بل الرُّوح، وحيث إِنَّها على مراتب وطبقات فيكون هذا الاستعمال على مراتب وطبقات أَيضاً. وإِذا أُطلق ـ هذا العنوان ـ على العضو الصنوبري المادِّي المعهود، فباعتبار أَنَّه آلة لتلك الحقيقة. وبعبارة ثالثة: أَنَّ المراد من عنوان: ( القلب ) ، بل و ( السِّرّ ) و ( الخفي ) و (الأَخفىٰ) الواردة في بيانات الوحي المعرفيَّة: طبقات أَعماق ذات وحقيقة الإِنسان الصَّاعدة، وهي مراتب من أَعالي طبقات الرُّوح والعقل العملي بتعبير بيانات الوحي المعرفيَّة. وَسُمِّيَت الرُّوح والنَّفس بـ: (القلب)؛ وذلك لتقلُّب أَحوالها. ثُمَّ إِنَّ جميع مُسمَّيات هذه الإِطلاقات أَجسامٌ، ولها حواسها ـ كما صرَّحَت بذلك بيانات الوحي، فيكون مُسمَّىٰ القلب على كافَّة هذه الإِطلاقات جسم وله عين وسمع وسائر الحواس. بعد الاِلتفات: أَنَّ الحواس بلحاظ ما فوقها تُسَمَّىٰ: (حواس)، وبلحاظ ما دونها تُسَمَّىٰ: (قلب) أَو (بصر). وصلى الله على محمد واله الاطهار